مصطفى عناد يوضح كيف تُصوّر حماس مقاطع الفيديو الدعائية وتحدياتها الفنية؟
أصبحت مقاطع الفيديو التي تُصدرها الفصائل المسلحة جزءًا لا يتجزأ من حرب المعلومات، وذلك في خضم الصراعات الجارية، ووسيلة هامة للتأثير على الرأي العام، وتثير هذه المقاطع تساؤلات حول آليات إنتاجها وقدرتها على توثيق الأحداث في بيئات معقدة ومحفوفة بالمخاطر.
في هذا السياق، يُقدم المخرج مصطفى أحمد عناد تحليلاً فنيًا وتقنيًا حول الكيفية التي يُمكن أن تُصوّر بها حركة حماس، وغيرها من الفصائل، مقاطع الفيديو الدعائية، والتحديات التي تواجهها.
يُشير عناد إلى أن تصوير مثل هذه المواد في مناطق النزاع يتطلب مزيجًا من التقنيات المتاحة والتخطيط المسبق، بالإضافة إلى الجرأة والمخاطرة، ويقول: "نرى مقاطع فيديو تُظهر دقة في التوثيق وزوايا تصوير متنوعة، مما يُوحي بأن هناك مستوى من التدريب والمعرفة بتقنيات التصوير السينمائي أو التلفزيوني الأساسية."
ويُفصّل عناد بعض الأساليب والأدوات التي يُمكن أن تُستخدم في هذا النوع من التصوير، الكاميرات الخفيفة والمتنقلة: "غالبًا ما تعتمد هذه المجموعات على كاميرات صغيرة الحجم وخفيفة الوزن، مثل كاميرات الحركة (GoPro)، أو حتى الهواتف الذكية ذات القدرات العالية على التصوير، وهذه الكاميرات سهلة الحمل والتخفي، وتُمكن المصور من التحرك بسرعة في بيئات القتال."
والتصوير من منظور الشخص الأول (POV)، فيضيف عناد: "كثيرًا ما نرى لقطات تُظهر المنفذ وهو يُسجل الحدث بنفسه، أو كاميرات مُثبتة على الخوذات أو الأسلحة، وهذا النوع من التصوير يُضفي شعورًا بالمباشرة والواقعية، ويُمكن أن يكون وسيلة فعالة للتوثيق في غياب فريق تصوير كامل".
واستخدام الطائرات المسيّرة (الدرونز) حيث أصبحت أداة لا غنى عنها في توثيق الصراعات،" يوضح عناد، "فهي تُوفر لقطات جوية واسعة للمعارك، أو تُستخدم للمراقبة والاستطلاع، وأحيانًا لتوجيه الضربات، والقدرة على التحكم بالدرون من مسافة آمنة تُقلل من المخاطر على المصوّر مع توفير زاوية تصوير فريدة."
ويرى عناد أن جودة بعض المقاطع لا تأتي من فراغ، "من المرجح أن يكون هناك أفراد ضمن هذه التنظيمات تلقوا تدريبًا أساسيًا على التصوير والمونتاج، والتخطيط المسبق للمشاهد، حتى في بيئة قتالية، يمكن أن يُساهم في الحصول على لقطات أكثر احترافية".
ولا تخلو العملية من تحديات كبيرة، "أهم التحديات تتمثل في سلامة المصورين في مناطق الصراع، وتوفر المعدات التقنية المناسبة، وإمدادات الطاقة اللازمة لتشغيل الكاميرات وأجهزة المونتاج، كما أن عملية المونتاج تتطلب برامج وأجهزة قد لا تكون متاحة بسهولة في مثل هذه الظروف".
وعلى الجانب الدعائي يُشدد عناد على أن هذه المقاطع تُصنع في المقام الأول لخدمة أهداف دعائية ونفسية، "الهدف ليس بالضرورة إنتاج عمل فني بالمعنى التقليدي، بل هو إيصال رسالة معينة، إظهار القوة، رفع الروح المعنوية، أو التأثير على السرد الإعلامي".
ويؤكد المخرج مصطفى أحمد عناد أن تطور التكنولوجيا جعل أدوات التصوير في متناول أيدي أطراف متعددة، مما غير من طبيعة توثيق الصراعات ونشر المعلومات، "إن تحليل هذه المقاطع لا يقتصر على محتواها السياسي، بل يمتد إلى فهم كيفية إنتاجها، مما يُقدم رؤية أعمق لديناميكيات الإعلام في زمن الحروب".
تعليقات
إرسال تعليق